الكاف

مع الشروق .. هدية فوز بوتين


عملية إرهابية نكراء تهزّ روسيا و العالم تأتي بعد أيام من فوز بوتين بولاية رئاسية جديدة. هل هي هدية أعداء روسيا بمناسبة فوز العدو اللدود للغرب؟ وأي تأثير لهذه العملية على مستقبل روسيا ؟ ثمّ ماهي الاهداف التي سيجنيها تنظيم داعش الإرهابي من اعترافه بتنفيذ الهجوم الإرهابي؟أسئلة كثيرة تحيط بهذا الهجوم الذي لا يمكن فصله عن حرب استخباراتية كبرى يجري فيها توظيف الجماعات الإرهابية التي سبق أن تم توظيفها في ساحات أخرى رخوة لتنفيذ مخططات دول أخرى راغبة في سيادة المشهد العالمي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في تعليق عن الهجوم الإرهابي إن روسيا اجتازت اختبارات صعبة كثيرًا وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضًا، مؤكدا أن "لا أحد ولا شيء يستطيع أن يهز وحدتنا وإرادتنا. إن تصميمنا وشجاعتنا هما قوة شعب روسيا الموحد". الغريب أن داعش الذي لم ينبس بكلمة واحدة في كل ما يجري في غزة من مذابح و هو التنظيم الذي يزعم كذبا وزورا أنه يدافع عن راية الإسلام، يسارع إلى تنفيذ هجوم دموي في روسيا. لا فائدة من إعادة التذكير بأن هذا التنظيم المتوحش هو صنيعة الاستخبارات الأمريكية و الغربية و بشهادة مسؤولين غربيين، و لكن المهم الإشارة إلى أنّ عهدة بوتين الجديدة سيستل فيها أعداء روسيا كل اسلحتهم من أجل الفوز في الصراع القائم بين الغرب و روسيا و ليست هذه العملية إلاّ دليل على أنّ حفلة دم جديدة ستعزف في مناطق الصراع الحالية على نخب القوى المتصارعة على سيادة العالم.
الرئيس بوتين أكد أن "جميع مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها وعملائها سيتعرضون لعقوبة عادلة ولا مفر منها. من هم ومن يرشدهم. وأكرر، سوف نحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين الذين أعدوا هذه الفظائع". الخطاب واضح و هو موجه إلى من هم وراء داعش خاصة بعد اعتراف احد منفذي العملية أنه تلقى أموالا و جاء من تركيا في بداية شهر مارس من أجل التحضير للعملية. الولايات المتحدة سارعت بنفي اي اتهام يمكن أن يوجه إليها بخطاب قالت فيه إنه لا علم لها بمخططات تنفيذ هجوم إرهابي على روسيا، وهذا التصريح هو استباق لما يمكن أن يكون عليه رد الفعل الروسي في المستقبل القريب سواء على الجبهة الأوكرانية الساخنة أو على بقية جبهات الصراع مع الغرب.
هذه العملية التي أريد لها ان تكون رسالة قوية لبوتين حتى لا تهنأ موسكو وروسيا و الحلف الذي يقف معها، فإن ارتداداته ستكون عكسية لأن الإرهاب يقوي اللحمة الداخلية و يعطي تفويضا غير مقيد من الروسي لزعيمهم للتصرف بما يحفظ أمنهم وأرواحهم، و دوليا لن تجد روسيا إلا التعاطف و المساندة، وهذا يقويها لا يكسرها ، أم الفاعلون فحسابهم لن يتأخر كثيرا.
كمال بالهادي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)